ركز هذا البحث على ”إصلاح القطاع الأمني“، لما له من أهمية في تحقيق الاستقرار وتأمين بناء السلام في ليبيا، لقد نقل الباحثون والمنخرطون في العمل من قبل الطرف الليبي صورة الواقع الليبي على الأرض، كما بنوا قدراتهم من خلال الانخراط مع الخبراء الأتراك والدوليين، وذلك بهدف الاستفادة من خبراتهم. لقد كان لهذا النموذج تحدياته الإدارية، الا أنه أثبت تمتعه بالخبرة والقدرة على تقديم تحليل دقيق وحلول عملية للمسألة الليبية، وذلك عبر اتباع مقاربة شاملة، اذ قام البحث بدراسة الوضع الحالي لكل القطاع الأمني الليبي، بما في ذلك الشرطة، قوى وزارة الداخلية، أجهزة الاستخبارات، الجيش والقوات المسلحة، والمجموعات المسلحة التي تشكلت بعد ثورة فبراير.

وبعد أكثر من تسعة أشهر من العمل الشاق، والتي تضمنت العديد من المقابلات وورشات العمل مع المسؤولين والخبراء الليبيين، تم إنجاز مهمة تحليل الواقع واقتراح الحلول لإصلاح القطاع الأمني في ليبيا، ونشر نتائج البحث والحلول المقترحة للجمهور الليبي ولصانعي القرار، حيث ان هذه المهمة لا تقل أهمية عن البحث نفسه، لكون الهدف الرئيس هو مساعدة الليبيين على إعادة بناء مؤسساتهم من خلال خارطة طريق واضحة وحلول يمكن ويجب تطبيقها بإرادة الشعب الليبي وصناع القرار.

ليبيا كما العديد من دول المنطقة تعاني من العنف والإرهاب الذي تتسبب به المجموعات المتطرفة كتنظيم داعش، ولهذا السبب فإن مشروع ”بناء“, كان قد أطلق مشروعه البحثي حول مكافحة التطرف ” CVE ” . العنيف

كان الهدف الرئيسي لمشروع مكافحة التطرف العنيف هو تحليل الأسباب الجذرية للتطرف العنيف في ليبيا والعمل على ايجاد حلول لمواجهته ومكافحة انتشاره في عموم ليبيا، وقد قام البحث بالعمل على سبر أغوار جذور التطرف العنيف في ليبيا، وكيفية التغلب على مسبباته.

اعتمد هذا البحث منهجية بناء السلام والتي تهدف لتعزيز مشاركة الجهات الفاعلة المحلية وتقوية المرونة والمناعة المجتمعية، وقد جاء برنامج مكافحة التطرف العنيف الذي تبناه هذا البحث متسقا مع رؤية برنامج ”بناء“ في الجمع بين مقاربات بناء السلام، وبناء الدولة، وبناء الأمة.

من الأهداف المهمة الأخرى لمشروع بناء، العمل على نقل المعرفة وأفضل الممارسات الدولية للطرف الليبي، وقد وقع اختيار مشروع ”بناء“ لمر الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ”ستا“ كشريك في هذا البحث بهدف نقل التجربة التركية والدولية في معالجة التطرف العنيف من خلال التعامل مع جذوره المسببة.

بالاعتماد على الخبرات في البلدان الأخرى الهشة والتي تمر بمرحلة انتقالية، قدم هذا البحث عديد التوصيات لإصلاح الإدارة العامة في ليبيا، بحيث أكد على تصميم سياسات فعالة وكفؤة وشاملة، وإدارة خبيرة ومهنية خالية من التأثير السياسي، كذلك أكد على ضرورة عمل المؤسسات ضمن تحقيق المسؤولية والمساءلة والشفافية، وتقديم الخدمات العامة بطريقة سريعة وبسيطة، يسهل الوصول إليها، وعدم تسييس الإدارة العامة، واستعادة ثقة المواطن في المؤسسات، وتعزيز وجود دولة قانونية وظيفية، وسيادة القانون، وتعزيز سياسات محسنة تضمن التنمية في جميع مجالات المجتمع، وبناء الهياكل والقدرات الإدارية التي تخدم الشعب الليبي، وإعادة التنظيم المؤسسي وتحسين الإدارة العامة، بدعمها بموظفين إداريين مهنيين وأكفاء جدد، وإيجاد تطبيق مبسط وأكثر فعالية لتقنيات المعلومات الحديثة.

بناءً على مراجعة الأدبيات وتجارب جهود الإصلاح الإداري في البلدان النامية والهشة الأخرى والتي تمر بمرحلة ما بعد الصراع ، كانت جملة من المقترحات والتوصيات في اطار تحديد الأولوية لإصلاح الإدارة العامة في ليبيا، بحيث تعمل على تحسين صياغة السياسات والتنسيقات، وإصلاح الهيكل التنظيمي للحكومة المركزية، وإنشاء خدمة مدنية محترفة لإدارة واستثمار الموظفين العموميين، وتعزيز النزاهة العامة ومنع الفساد، وتحسين الأداء من خلال تقنيات الإدارة الجديدة، والاستخدام المكثف لتقنيات المعلومات والاتصالات وتطوير الحكومة الإلكترونية، وتمكين المجتمع المدني بما في ذلك منظمات المجتمع المدني في تصميم السياسة العامة، والعمل باللامركزية، وإعادة التفكير في دور الحكومة المحلية في تقديم الخدمات العامة، فضلا عن تطوير نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحسين تقديم الخدمات.

عمل برنامج بناء خلال الثلاث سنوات الماضية على دعم الدول الهشة ومجتمعاتها، المتعرضة للأزمات، تحديدا فئة الشباب، وقد اخذ برنامج بناء على عاتقه وضع رؤى وخطط لبناء الدول الهشة من خلال مشروعي البحوث وبناء قدرات و كوادر شباب هذه الدول من خلال مشروع بناء القدرات و التمكين الاقتصادي من خلال حاضنة بناء.

على بناء الدولة ومؤسساتها، بدءاً « بناء » وقد تركزت بحوث برنامج بإنجاز بحث اعادة بناء القطاع الأمني في ليبيا، مرورا ببحث مكافحة التطرف العنيف في ليبيا، وبحث اعادة بناء واصلاح القطاع الحكومي في ليبيا، وأخيرا وليس آخرا بحث دليل بناء الأوطان، وقد تمت جميع هذ البحوث والدراسات عن طريق باحثين وفرق عمل دولية ومحلية، شملت أعداداً كبيرة من الخبراء والمختصين والاداريين في مجالات مراكز الدراسات والأبحاث.

دليل بناء الأوطان استفاد من هذه البحوث وما طرحته من تقييم للمؤسسات وكيفية اعادة بنائها واصلاحها، كما تميز الدليل بطرح فكري شامل يعتمد على مخطط ذهني يرسم خارطة طريق فكرية للانتقال من مرحلة الصراع والفوضى والثورات المسلحة الى مرحلة بناء السلام الإيجابي، ثم مرحلة بناء المؤسسات وصولا الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، التي وضعتها الأمم المتحدة، و اعتبرت تحقيقها ضامنا للازدهار والرفاه.

يقترح هذا البحث مجموعة من مقترحات الإصلاح والأولويات المطلوبة في النظام الصحي الليبي، حيث يهدف إلى تطوير المزيد من مقترحات الإصلاح ذات الصلة من خلال الاستفادة من أفضل التطبيقات والتجارب الدولية وكذلك بناء مقترحات الإصلاح للمشاكل الحالية والعقبات التي تواجه النظام الصحي الليبي.

يهدف هذا التقرير أيضاً إلى الوصول إلى استنتاجات مفيدة لاستخدامها من قبل الحكومة والمسؤولين الليبيين بما في ذلك جميع الكيانات الوطنية والمحلية وكذلك القائمين على الأعمال السابقة، وذلك من خلال تقديم مشورة الخبراء والإرشادات في تخطيط وتنسيق وتنفيذ ومتابعة النظام الصحي في ليبيا.